إن شاء اللَّه، وقال أبو زرعة: صالح، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، قال الذهبى: فهذا الحديث لعل آفته من عمرو بن الحصين الراوى عن ابن علاثة فإنه متروك قال: وقد أورد ابن عدى لأبن علاثة أحاديث حسنة وقال: أرجو أنه لا بأس به، ولما قال الأزدى حديثه يدل على كذبه، قال الخطيب: أفرط الأزدى، وأحسبه وقعت إليه روايات عمرو بن الحصين فكذبه لأجلها، وإنما الآفة من ابن الحصين فإنه كذاب، وأما ابن علاثة فقد وصفه يحيى بن معين بالثقة قال: ولم أحفظ لأحد من الأئمة خلاف ما وصفه به يحيى اهـ.
وهذا الحديث أخرجه البيهقى في شعب الإيمان وقال: هذا الإسناد ضعيف، قال: وروى من أوجه كلها ضعيفة اهـ.
وقد أورده الديلمى في مسند الفردوس من طريق ابن السنى:
حدثنا الحسين بن عبد اللَّه القطان عن عامر بن سيار عن ابن الصباح عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"من غض صوته عند العلماء كان يوم القيامة مع الذين امتحن اللَّه قلوبهم للتقوى من أصحابى، ولا خير في التملق والتواضع إلا ما كان في اللَّه أو في طلب العلم" اهـ ما كتبه المؤلف.
فأنت ترى كيف دافع عن ابن علاثة الذي اتهمه ابن الجوزى بهذا الحديث وبين أنه ثقة لا ينبغى أن يتهم بوضع، وأتى في ذلك بكل طائل وبما لا يعرف أن ينقله هذا [الشارح] لو وجده مسطرا أمامه فضلا عن أن يهتدى إلى نقله من مواضعه، ثم نقل عن البيهقى أن هذا الحديث ضعيف من جميع طرقه، ومراده من هذا النقل مخالفة البيهقى وهو من أئمة الحديث لابن الجوزى في حكمه بوضعه، ثم ذكر له شاهدا آخر لم يذكره ابن الجوزى يتقوى به الحديث فهل بعد هذا من طائل؟!، واعلم أن حديث معاذ خرجه أيضًا