وله مع ذلك متابعة قاصرة من رواية محمد بن المنكدر عن جابر أخرجها الخطيب في التاريخ من طريق يوسف بن القاسم الميانجى عن القاسم بن محمد ابن عباد عن سويد بن سعيد قال: رأيت عبد اللَّه بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ثم استقبل الكعبة ثم قال: اللهم إن ابن أبي الموالى.
حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: ("ماء زمزم لما شرب له"، وهذا أشربه لعطش يوم القيامة ثم شربه).
ومن هذا الطريق أخرجه أيضًا البيهقى في الشعب [٣/ ٤٨١ - ٤٨٢، رقم ٤١٢٨] وهو طريق ظاهره الصحة بعد اعتماد توثيق سويد، ولهذا صححه الحافظ شرف الدين الدمياطى لكن تعقبه الحافظ في التلخيص [٢/ ٥١٠] بأن سويدا ضعيف جدا، وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضًا فكان أخذه عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه، وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه ولما أن عمى صار يلقن فيتلقن حتى قال يحيى بن معين: لو كان لى فرس ورمح لغزوت سويدا من شدة ما كان يذكر له عنه من المناكير، قال: وقد خلط هذا الإسناد وأخطأ فيه على ابن المبارك وإنما رواه ابن المبارك عن بن المؤمل عن أبي الزيير، كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقرى من طريق صحيحة، فجعله سويد عن ابن أبي الموالى عن ابن المنكدر، واغتر الحافظ شرف الدين الدمياطى بظاهر هذا الإسناد فحكم بأنه على رسم الصحيح، لأن ابن أبي الموالى انفرد به البخارى، وسويدا انفرد به مسلم، وغفل عن أن مسلما إنما خرج لسويد ما توبع عليه لا ما انفرد به فضلا عما خولف فيه اهـ. كذا قال.
وهذا في الحقيقة غفلة منه لا من الحافظ الدمياطى فإن سويد بن سعيد ثقة صدوق وثقه أحمد وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة وصالح بن محمد والعجلى ومسلم: وقال مسلمة: هو ثقة ثقة ومن تكلم فيه عدا ابن معين فإنما وصفه