للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحسن ولا يتقن، والتعقب والاستدراك على الحفاظ الكبار أصحاب التحقيق للفن والإتقان فعثمان بن واقد ثقة وثقه أحمد وابن معين وابن حبان والدارقطنى، ولو كان ضعيفًا لأعله به الحفاظ ولما اقتصروا على ذكر جهالة المولى، وأبو داود إنما ضعفه لكونه روى حديث: "من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل" فقال: لا نعلم أحدا قال فيه: "من الرجال والنساء" غيره، وهذا محتمل لأن يكون رواه كذلك ولأن يكون دخل عليه فيه الوهم ودخول الوهم في مثل حديث لا يخلو منه بشر، ومع هذا فقد روى له أبو داود وسكت على حديثه خلاف ما قد يتوهم من كلام الشارح أنه ضعفه عقب الحديث.

والحديث خرجه أيضًا أبو يعلى وابن السنى في اليوم والليلة [٥/ ٨٠] والبزار وابن زنجوية في الترغيب [١/ ٤٢٢] والبغوى في التفسير وأسلم بن سهل الواسطى بحشل في تاريخ واسط، وابن شاهين في الترغيب, والقضاعى في مسند الشهاب كلهم من طريق عثمان بن واقد عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر عن أبي بكر رضي اللَّه عنه، وقال البزار: لا نحفظه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من وجه من الوجوه إلا عن أبي بكر -كذا قال والواقع خلافه كما سأذكره- قال: وعثمان بن واقد مشهور وأبو نصيرة ومولى لأبي بكر فلا يعرفان -كذا قال وليس كذلك بالنسبة لأبي نصيرة كما سيأتى- قال: ولكن لما كان هذا الحديث لا يعرف إلا من هذا الوجه لم نجد بدا من كتابته ونبهنا عليه اهـ.

ولما نقل ابن كثير في التفسير [٢/ ١٠٦] قول الترمذى: وليس إسناده بالقوى، قال والظاهر أنه لأجل جهالة مولى أبي بكر ولكن جهالة مثله لا تضر لأنه تابعى كبير ويكفيه نسبته إلى أبي بكر رضي اللَّه عنه فهو حديث حسن اهـ.

وقال الحافظ جمال الدين الزيلعى في تخريج أحاديث الكشاف: عثمان بن واقد وثقه أحمد وابن معين وشيخه أبو نصيرة اسمه مسلم بن عبيد الواسطى وثقه أحمد وابن حبان، ومولى أبي بكر هو أبو رجاء وباقى رجاله ثقات

<<  <  ج: ص:  >  >>