الثامن: وإذا قال: ينبغى استيعاب المخرجين لتقويته -مع أنه باطل- وأن الصواب استيعاب الطرق فلما لم يفعل ذلك واقتصر على حديث أبي هريرة من طريق واحد مع أن له طريقا أخرى كما ذكرته، ومع أن في الباب عن جابر أيضًا، وقد ذكرته في مستخرجى على مسند الشهاب.
٣٠٥٨/ ٧٩٤٢ - "ما عَظمتْ نعمةُ اللَّه على عبدٍ إلا اشتدتْ عليه مُؤنةُ الناسِ, فمنْ لم يَحتملْ تلك المؤنةَ للناسِ فقد عرضَ تلك النعمةَ للزوالِ".
ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن عائشة (هب) عن معاذ
قال في الكبير: ثم قال البيهقى: هذا حديث لا أعلم أنا كتبناه إلا بإسناده وهو كلام مشهور عن الفضيل اهـ. وفيه عمرو بن الحصين عن أبي علاثة. . . إلخ.
قلت: فيه أمور، أحدها: نقل كلام الذهبى بهذه الصفة مضحك؛ لأنه من باب: السماء فوقنا؛ إذ كل حديث لا يكتب إلا بإسناده، فكان البيهقى قال: لم نكتبه إلا بهذا الإسناد أو قال: لم نكتبه إلا عن عمرو بن الحصين بإسناده فنقله الشارح كما ترى؛ فرط غفلته وجهله بالفن.
ثانيها: أنه تكلم على سند حديث معاذ ولم يتكلم على سند حديث عائشة.
[ثالثها]: أنه لم يتعرض لشواهد هذا الحديث وطرقه الأخرى، فإنه وارد أيضًا من حديث أبي هريرة وابن عباس.
أما حديث عائشة، فقال ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج [ص ٥٥، رقم ٤٨] وفي مكارم الأخلاق معا:
حدثنا الحارث بن محمد التيمى ثنا عمرو بن الصلت عن سعيد بن أبي سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به، وسعيد بن أبي سعيد هو الزبيدى وهو ضعيف.