بعضهم أن أحمد وثق محمد بن معاوية هذا، وقال أبو زرعة: كان شيخًا صالحًا إلا أنه كان كلما لقن يتلقن، وله متابع جليل أخرجه القضاعى في مسند الشهاب، ثم ذكره وهو من رواية سعيد بن كثير بن عفير عن الليث بن سعد به، ثم قال: وسعيد أحد الأئمة الثقات, أخرج له الشيخان اهـ.
بهذا تعقب المؤلف لا ما دلسه الشارح، وانظر مستخرجنا على مسند الشهاب.
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه ابن عدى خرجه وسلمه والأمر بخلافه، بل قال: ياسين بن الزيات: أحد رواته عن الزهرى متروك.
قلت: فيه أمور، أحدها: أن ابن عدى ليس له هذا المصنف الذي يعزو إليه المؤلف وغيره في الأحكام حتى يقر الحديث أو يتعقبه، بل مصنفه هذا في الرجال الضعفاء والكلام عليهم، والأحاديث إنما يخرجها في ترجمة الراوى ليستدل بها على ضعفه، أو لذكر علتها وخطئه -أعنى الراوى المترجم فيها - ونحو ذلك، فلا معنى لكونه يقر الحديث أو يتعقبه أصلًا، والشارح يعلم هذا يقينًا.
ثانيها: قوله: ياسين الزيات أحد رواته عن الزهرى، يفيد أن الحديث رواه عن الزهرى جماعة أحدهم ياسين بن معاذ الزيات، والواقع أنه لم يروه عن الزهرى إلا هو، فصواب العبارة أن يقول: ياسين الزيات راويه عن الزهرى.
ثالثها: المصنف عزا الحديث لابن عدى والبيهقى في السنن, وهو كتاب مصنف في الأحكام وصاحبه يتعقب الأحاديث غالبًا، وقد فعل ذلك في هذا الحديث، فلو وفق الشارح لرشده لقال: البيهقى بدل ابن عدى.
قال البيهقى [٩/ ١١٣]-وقد أخرج من طريق ابن عدى-:
ثنا محمد بن خريم ثنا هشام ثنا مروان بن معاوية ثنا ياسين بن معاذ الزيات عن