للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن حماد عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود، بالحديث المذكور هنا، فقال الذهبى: إسحاق ومقاتل ليسا بثقتين ولا صادقين.

ثم إن ابن الجوزى ذكر في الموضوعات حديث حذيفة من عند الخطيب وقال لا يصح إسحاق كذاب، فقال المصنف في أول التعقب عليه: أخرجه الحاكم في المستدرك وتعقبه الذهبى فقال: إسحاق عدم وأظن الخبر موضوعًا. فأخذ الشارح هذا من المصنف وذكره هنا على حديث ابن مسعود الذي قال عنه الذهبى كلامًا آخر، فلو كان الشارح رأه في نفس المصدر وتلخيص الذهبى لما ذكره في غير موضعه، ولكن الواقع أنه إنما نقله بواسطة المؤلف، ثم قال (١): ما رأيت متبجحًا بعلم المصنف ومتعقب به عليه بالباطل وساكت مع ذلك عن بقية تعقب المصنف على ابن الجوزى غير مشير إلى شيء منه ولا إلى وجوده من الأصل، مع أن المصنف أطال في التعقب عليه، ولو قصر ولم يجد للحديث طرقا أخرى لتعرض هذا [الشارح] لذلك على عادته، فإن المصنف أورد له شواهد من حديث أنس من ثلاثة طرق عنه ومن حديث أبي ذر، ثم أورد له طريقين آخرين من حديث حذيفة، وإذًا ذاكر ذلك وزائد عليه ما لم يذكره.

فالحديث رواه إسحاق بن بشر أبو حذيفة البخارى صاحب كتاب المبتدأ، وهو عندهم كذاب متهم، ولذلك أورده ابن الجوزى في الموضوعات, وزاد في تهمته أنه رواه بإسنادين، فمرة قال: عن الثورى عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة، ومرة قال: عن مقاتل عن حماد عن إبراهيم عن عبد الرحمن ابن يزيد عن ابن مسعود، وذلك مما يدل على اضطرابه وعدم صدقه.

لكنه لم ينفرد بالحديث بل توبع عليه، فرواه هناد بن السرى في الزهد عن قبيصة عن الثورى به، لكنه قال: عن أبان عن أبي العالية عن حذيفة أراه رفعه: "من أصبح وأكبر همه غير اللَّه فليس من اللَّه في شيء"، وهذا سند


(١) لم يأت المؤلف بما قاله الشارح هنا، انظره الصفحة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>