صحيح أو حسن لا ينزل عن ذلك، فإن قبيصة صدوق صالح قيل: إنه يهم ويغلط، وقيل: بل هو حافظ ضابط.
ثم مع هذا فله طريق آخر عن حذيفة أخرجه ابن لال في مكارم الأخلاق، فهما طريقان يبرئان ساحة إسحاق بن بشر.
وله مع ذلك شواهد عن جماعة من الصحابة مرفوعًا وموقوفًا، فرواه المخلص في فوائده، وابن النجار من طريقه، وأبو نعيم في الحلية [٣/ ٤٨] من طريق وهب بن راشد عن فرقد السنجى عن أنس مرفوعًا: "من أصبح وهمه غير اللَّه فليس من اللَّه، ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم"، قال أبو نعيم: لم يروه عن أنس غير فرقد ولا عنه إلا وهب بن راشد، وهما غير محتج بهما ولا بتفردهما.
قلت: وهذا غريب من أبي نعيم، فقد رواه عن أنس أيضًا زياد بن ميمون وأبان، وأغرب من هذا أن الذي خرج حديث زياد بن ميمون هو أبو نعيم نفسه في تاريخ أصبهان [١/ ٢٤٣]، فقال في ترجمة جعفر بن محمد القومسى:
حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد الزهرى ثنا جعفر بن محمد بن على القومسى ثنا الحارث بن مسلم الروذى ثنا زياد بن ميمون عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أصبح وأكثر همه الدنيا فليس من اللَّه، وإن عمل الرجل المسلم لأخيه درجة لا يدرك فضلها"، وزياد بن ميمون متروك، وقد اعترف بأنه لم يسمع من أنس.
ورواه ابن النجار من طريق أبي همام الوليد بن شجاع عن عبد اللَّه بن زبيد الأيامى عن أبان عن أنس مرفوعًا:"من أصبح وأكثر همه غير اللَّه فليس من اللَّه في شيء، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين"، وأبان فيه ضعف أيضًا.