متابعة وأورده الذهبى في الضعفاء وظاهر صنيع المصنف أن أبا داود تفرد بإخراجه عن الستة وليس كذلك، بل خرجه النسائى أيضًا عن أبي هريرة.
قلت: فيه أمور، الأول: التعقب على حكم المصنف على الحديث بالحسن بوجود ابن عجلان فيه، وأن الذهبى ذكره في الضعفاء من الفضول والدخول فيما لا يعرف المرء ولا يدريه، فابن عجلان ثقة إمام، وكونه قيل فيه شيء، لا يدل على ضعفه، إذ قل ما يسلم بشر من ذلك، وغاية ما قيل فيه أن في حفظه شيئًا، وذلك صفة راوى الحسن، على أنه روى عنه ما يدل على حفظه وإتقانه كما سيأتى.
الثانى: أن الذهبى وإن ذكره في الميزان فقد أثنى عليه، فقال: إمام صدوق مشهور، روى عنه مالك وشعبة ويحيى القطان، وثقه أحمد وابن معين وابن عيينة وأبو حاتم، روى عباس عن ابن معين قال: ابن عجلان أوثق من محمد بن عمرو ما يشك في هذا أحد، ثم قال الذهبى: وكان ابن عجلان من الرفعاء الأئمة أولى الصلاح والتقوى ومن أهل الفتوى له حلقة في مسجد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان يشبه بالحسن البصرى، قال: ومع كونه متوسطًا في الحفظ فقد ورد ما يدل على جودة ذكائه، ثم حكى عنه حكاية تدل على حفظه مع صلاحه وولايته واستجابة دعائه، فحديثه فوق الحسن.
الثالث: قوله: وظاهر صنيع المصنف. . . إلخ عبارته الركيكة التي اعتادها من أول كتابه، كلام باطل ودعوى كاذبة، فإن النسائى خرج الحديث في اليوم والليلة [ص ٤٧٥، رقم ٨١٨] وفي السنن الكبرى [٦/ ٢٠٥، رقم ١٠٦٥٤] وليس هو من الستة كما هو معلوم، أما السنن الصغرى الذي هو أحد الكتب الستة فما خرج فيه هذا الحديث.
الرابع: أن الحديث له ألفاظ متعددة، والمصنف يعزو في كل حرف لمن خرج الحديث على ذلك اللفظ، وإلا فالحديث موجود في سنن الترمذى وابن ماجه