قلت: زيادته لكلمة "عن" تنبئ عن عدم معرفته بفن الحديث، وتوقع العارف به في خطأ، وذلك أن القاعدة إذا كان الحديث مرويا عن صحابيين فأكثر بسند واحد كأن يقول التابعى: حدثنى أبو هريرة وأبو سعيد الخدرى أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال كذا، أو قال التابعى: حدثنى أبو سعيد وأبو هريرة: "ما ضر بصدقه" ونحو ذلك، قال المحدثون: رواه فلان عن فلان وفلان بواو الجمع كما فعل المصنف هنا، وإن رواه عن صحابيين بإسنادين مستقلين قالوا: رواه فلان عن فلان وعن فلان بزيادة عن حتى تعرف أن كل واحد مروى عنه الحديث بإسناد مستقل.
وحديث الباب إنما هو بسند واحد عن أبي أيوب الأنصارى رضي اللَّه عنه حدث به وكان في المجلس عقبة بن عامر فقال له أبو أيوب: أليس كذلك؟ قال: نعم فأصبح الحديث حديثهما معا، والشارح زاد كلمة "عن" بدون تحقيق ولا معرفة فأتى بخطأ موقع في خطأ.
والحديث خرجه أيضًا البخارى في التاريخ الكبير [٧/ ٤٢] مختصرا في ترجمة علقمة بن سفيان بن عبد اللَّه الثقفى وذلك من روايته عن أبي ثابت:
ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن إبراهيم بن إسماعيل [عن أبي الزبير] عن ابن سفيان بن عبد اللَّه قال: لقينى أبو أيوب فقال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"من توضأ كما أمر ثم صلى كما أمر غفر له ما تقدم من ذنوبه" ثم قال: كذلك يا عقبة؟ قال: نعم.
هكذا رواه البخارى مختصرا وفي إسناده اختلاف.
قال النسائى [١/ ٩٠، ٩١]:
أخبرنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن أبي الزبير عن سفيان بن عبد الرحمن عن عاصم بن سفيان الثقفى أنهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم الغزو فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر، فقال عاصم: يا أبا أيوب