قلت: فيه أمور، الأول: أن هذا باطل لم يقله الذهبى في الميزان، وذلك أنه ذكره [١/ ١٩٤، ١٩٥] في ترجمة سليمان بن أحمد الواسطى الجرشى -صاحب الوليد بن مسلم- ونقل تكذيبه عن يحيى وتضعيفه عن النسائى وتوثيقه عن عبدان ثم ذكر أن ابن عدى أو غيره روى من طريقه:
ثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا:"من توضأ بعد الغسل فليس منا"، ثم قال: غريب جدا، وقد رواه عن الوليد غير سليمان اهـ.
فلم يقل: وفيه أبان بن أبي عياش، ويوسف بن خالد كما ترى.
الثانى: وإن كان ذلك من عند المناوى نفسه، فهو باطل إذ لا وجود فيه ليوسف بن خالد السمتى ولا لأبان بن أبي عياش وإن كان هذا قد ذكره بعضهم فهو في إسناد آخر كما سأذكره، والشارح كثير النقل عن الحافظ الهيثمى في مجمع الزوائد، والحافظ المذكور قال عن هذا الحديث: رواه الطبرانى في الكبير والأوسط والصغير، وفي إسناد الأوسط سليمان بن أحمد كذبه ابن معين وضعفه غيره ووثقه عبدان اهـ.
قلت: بل سليمان المذكور موجود في سند الصغير أيضًا، فإن الطبرانى قال فيه [١/ ١٨٦، رقم ٢٩٤].
حدثنا أسلم بن سهل الواسطى ثنا سليمان بن أحمد الواسطى بسنده السابق، ثم قال: لم يروه عن أبان بن تغلب إلا سعيد بن بشير ولا عن سعيد إلا الوليد، تفرد به سليمان بن أحمد الجرشى الشامى سكن واسط.
قلت: ودعوى تفرد الواسطى عن الوليد مردودة بأنه توبع كما سبق عن الذهبى، والحديث عند أسلم بن سهل الواسطى في تاريخ واسط