ثنا هشام بن عبيد اللَّه عن محمد -يعنى ابن جابر- عن ليث عن طلحة [بن](١) مصرف عن مصعب بن سعد عن سعد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
فكيف يشتبه رجل تابعى كبير يروى عن الصحابة برجل يروى عنه الحسن بن سفيان صاحب المسند وأبو حاتم الرازى وطبقتهما من أهل القرن الثانى، ويروى هو عن ابن المبارك وطبقته من أهل القرن الثانى؟ حتى ولو فرضنا أن اسم والده "سعيد" تحرف بـ "سعد" بدون ياء.
قلت: قاعدة الحافظ الهيثمى أن الرواة إذا كانوا ثقات بإطلاق عبر بقوله: ثقات، وإن كانوا مختلفا فيهم والمرجح عنده التوثيق عبر بقوله: موثقون، وإذا كان كذلك فغاية الحديث أنه حسن، لكن له طرق متعددة عن حذيفة، والحديث طويل اختصره بعضهم كالبزار أو أحد رواته، فاقتصر على ذكر الصيام منه واقتصر غيره على ذكر خصلة أخرى كما سأذكره ورواه بعضهم بتمامه.
قال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[١/ ٢١٨، ٢١٩]:
حدثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن جعفر ثنا أبو يعقوب إسحاق بن محمد ابن على المدينى ثنا عمر بن شبة ثنا عمر بن على بن مقدم ثنا هشام بن القاسم -وهو أخو روح بن القاسم وهو أنبل من روح- سمعت نعيم بن أبي هند يحدث عن حذيفة قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من ختم له بإطعام مسكين محتسبا على اللَّه عز وجل دخل الجنة، ومن ختم له بصوم يوم