للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المظهر لمعرفته واطلاعه وتقدمه على الحافظين الكبيرين العراقى وتلميذه ابن حجر، وأغرب من هذا أن جعفر بن محمد بن الفضل الدقاق الذي كذبه الدارقطنى أصغر من الطبرانى مخرج الحديث، وتأخرت وفاته عنه بنحو ثلاثين سنة، والواقع أنه تحرف عليه زهير بن محمد بجعفر بن محمد، فإن ابن أبي حاتم في العلل ذكر أنه سأل أباه عن حديث رواه محمد بن سليمان ابن أبي داود عن زهير بن محمد عن الوضين عن جنادة عن أبي الدرداء فذكر الحديث، قال أبي: هو حديث موضوع اهـ.

وأعجب من هذا كله أن الشارح لم يقف على علل ابن أبي حاتم، وإنما نقل ذلك بواسطة الذهبى في الميزان كما صرح به والذهبى ذكر ذلك في ترجمة زهير بن محمد، فما الذي نقل الشارح من هذه الترجمة إلى ترجمة جعفر بن محمد الدقاق؟!

وبعد، فهذا طريق آخر اتهم فيه زهير بن محمد بالحديث، ولم يعرف أبو حاتم ولا الذهبى أنه ورد من غير طريقه بسند رواته ثقات إلى الوضين ابن عطاء كما عند الطبرانى، ثم بعد هذا كله تأتى طامة جنادة، فجنادة المذكور في سند الحديث هو جنادة بن أبي أمية الزهرانى أبو عبد اللَّه الشامى تابعى كبير بل مختلف في صحبته، وهو ثقة متفق عليه مخرج له في الصحيحين، وجنادة الذي ضعفه أبو زرعة هو جنادة بن سلم بن خالد ابن جابر بن سمرة العاموى السوائى أبو الحكم الكوفى، متأخر (١) من طبقة مالك يروى عن هشام بن عروة ولم يخرج له إلا الترمذى، فهو الذي ضعفه أبو زرعة وغيره، ووثقه ابن خزيمة وابن حبان [٨/ ١٦٥] وغيرهما (٢)، فلو وقف الشارح عند حده واقتصر على نقل كلام الحفاظ


(١) كشط بالمخطوطة.
(٢) انظر التاريخ الكبير (١/ ٢/ ٢٣٤)، وتقريب التهذيب (ص ١٤٢، رقم ٩٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>