قلت: من الطرف شرح الشارح لهذا الحديث ونصه: "فقد انتصر" أى أخذ من عرض الظالم فنقص من ألمه فنقص ثواب المظلوم بحسبه اهـ.
وقد ذكرنى هذا بقول النصارى في تخريفهم المضحك: إن اللَّه تعالى يحبنا وحين عصاه أبونا آدم اقتضى حبه لنا أن يرسل لنا ولده عيسى -تعالى اللَّه عن قولهم علوا كبير- فنقتله ليغفر لنا خطيئة أبينا آدم، فمن فهم تخريفهم هذا فهم كلام الشارح هنا، وأنا لست بصدد ذكر أوهامه في المعنى، وإنما هي طرفة ألفتت نظرى إلى تزيين الكتاب بها.
والحديث أخرجه أيضًا أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[١/ ٣٣٩، ٢/ ٨٩] وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، وأسنده الذهبى في ترجمة حرب الكرمانى صاحب أحمد من تذكرة الحفاظ من طريق أبي عمرو بن منده، وذكره في الميزان في ترجمة ميمون أبي حمزة.
قال في الكبير: هما في الصحابة اثنان أنصارى وعبدى، فكان ينبغى تمييزه.
قلت: لا شيء من هذا، بل عمير بن سعد معروف مشهور غير مشتبه، ثم لا وجود لهذا العبدى ولا وجود إلا لعمير بن سعد الأنصارى، وأما الثانى فمشهور بعمير بن جودان.