"الأدب" ولفظهما عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "ستره اللَّه في الدنيا والآخرة".
وكذا أبو داود والنسائى في الرجم، فضرب المؤلف عن ذلك كله صفحا، واقتصاره على أحمد غير جيد، على أن فيه عند أحمد مع كون صحابيه مجهولا مسلم بن أبي الدبال عن أبي سنان المدنى، قال البيهقى: ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات.
قلت: فيه أمور، الأول: أنه لم يخرجه أحد ممن ذكر باللفظ الذي ذكر ولا باللفظ المذكور هنا، وإنما هذا كله من تلبيس الشارح وتدليسه.
قال البخارى في "المظالم"[٣/ ١٦٨، رقم ٢٤٤٢]:
حدثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن سالما أخبره أن عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنهما- أخبره أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان اللَّه في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج اللَّه عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره اللَّه يوم القيامة".
فحديث الباب وقع قطعة في آخر هذا الحديث الذي هو حديث آخر من رواية صحابى آخر، وهكذا هو عند مسلم ومن ذكرهم الشارح.
وذكره البخارى في الإكراه [٩/ ٢٨، رقم ٦٩٥١] بهذا السند، إلا أنه لم يسقه بتمامه ولا ذكر القطعة الأخيرة منه الموجودة هنا حديثا مستقلا، فليس هو في الإكراه كما يزعم الشارح.
الثانى: قوله: فليس فيما آثره. . . إلخ (١)، كذب من جهة وتدليس من أخرى، فاللفظ المذكور هنا إن راعينا الزيادة في الألفاظ كما أراد الشارح أن