الدرداء وغيرهم من الصحابة فهو تابعى كبير، وروى له البخارى ومسلم والجميع، وأثنى عليه الناس ووثقوه ووصفوه بالعبادة والتبتل، فكيف يجتمع هذا مع ذاك الذي يقول عنه الذهبى: أنه مجهول؟!
الثالث: أنه عبد اللَّه بن حبيب بن ربيعة بالتصغير أبو عبد الرحمن لا ابن عبد الرحمن كلما قال الشارح، فأبو عبد الرحمن كنيته لا اسم جده.
والحديث له شواهد عن جماعة من الصحابة، قال ابن شاهين في "الترغيب"[١/ ١٩١، رقم ١٥٧]:
حدثنا عمر بن الحسن بن على بن مالك أنبأنا أحمد بن الحسين بن مدرك القصرى (١) ثنا سليمان بن أحمد الواسطى ثنا ابن خلدة حدثنى ابن ثوبان عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: من هاله الليل أن يكابده، وبخل بالمال أن ينفقه، وجبن عن العدو أن يقاتله: فليكثر من سبحان اللَّه وبحمده فإنهما أحب إلى اللَّه من جبل ذهب ينفقه في سبيل اللَّه عَزَّ وَجلَّ".
ورواه الفريابى في الذكر والطبرانى في الكبير من هذا الوجه [٨/ ٢٣٠، رقم ٧٨٠٠]، قال الحافظ المنذرى: وهو حديث غريب ولا بأس بإسناده إن شاء اللَّه.
وقال الحافظ نور الدين في الزوائد: سليمان بن أحمد الواسطى وثقه عبدان وضعفه الجمهور، والغالب على بقية رجاله التوثيق.
وقال البخارى في الأدب المفرد [ص ١٠٤، رقم ٢٧٥]:
(١) في الأصل: "البصرى" والصواب: "القصرى" نسبة إلى قصر ابن هبيرة، وقد سمع منه جماعة منهم: الطبرانى، وابن المنادى، وعمر بن الحسن الشيبانى وغيرهم، وكلهم سمع منه بقصر ابن هبيرة. انظر تاريخ بغداد (٤/ ٩٦)، واللباب (٣/ ٤١) اهـ. قاله محقق الترغيب في هامشة.