حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعد بلفظ:"العمر الذي أعذر اللَّه فيه لابن آدم ستون سنة".
ثم قال: وهو في البخارى بلفظ آخر، رواه في الرقاق من حديث معن بن محمد الغفارى عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة مرفوعًا:"من عمر اللَّه ستين سنة فقد أعذر اللَّه إليه في العمر"، ووهم الحاكم فرواه في المستدرك وقال: على شرط البخارى ولم يخرجاه اهـ.
فأصاب في التعقب على الحاكم حيث إن البخارى خرج حديث أبي هريرة المذكور لكن لا أدرى كيف وقع له في اللفظ؟ فإن البخارى قال [٨/ ١١١، رقم ٦٤١٩]:
حدثنا عبد السلام بن مطهر ثنا عمر بن على عن معن بن محمد الغفارى عن سعيد بن أبي سعيد المقبرى عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"أعذر اللَّه إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة".
قال في الكبير: وقال الترمذى: حسن غريب وليس إسناده بمتصل اهـ. وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد، قال أبو داود وغيره: كذاب، ومن ثم أورده ابن الجوزى في الموضوع ولم يتعقبه المؤلف سوى بأن له شاهدا، وهو قول الحسن: كانوا يقولون: من رمى أخاه بذنب قد تاب منه لم يمت حتى يبتليه اللَّه به، ومن العجب أن المؤلف لم يكتف بإيراده حتى أنه رمز لحسنه أيضًا.
قلت: بل من العجب أنك تنقل بنفسك تحسين الترمذى له ثم تترك تعقبه