كذلك، فإن عبد الرحمن ابن أبي الزناد ثقة حسن الحديث بل صحيحه، فقد احتج به مسلم في المقدمة وعلق له البخارى، فإذا ورد حديثه من طريق آخر فهو صحيح جزما مقطوعًا به، وما أظن أن الحافظ العراقى قال ما نقله عنه الشارح، فإن قال ذلك فهو ما أداه إليه نظره في ذلك الوقت، والحافظ تلميذه أقعد منه في الحكم على الأحاديث، فإنه -أعنى العراقى- يجبن كثيرا عن الحكم على الأحاديث ويحتاط لذلك صحة ووضعا، فلا يكاد يحكم على حديث بالوضع ولو كان ظاهر البطلان، بل يعدل إلى قوله منكر أو شديد النكارة، ولا يقول في حديث: موضوع، حتى يكون أظهر من كل ظاهر.
والحديث خرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار [٨/ ٤٣٥، رقم ٣٣٦٥] من حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة الذي عزاه الحافظ إلى الغيلانيات فقال الطحاوى:
حدثنا ابن أبي داود ثنا العباس بن الوليد الرخام ثنا محمد بن يزيد الواسطى ثنا ابن إسحاق عن عمارة بن غزية عن القاسم بن محمد عن عائشة: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إذا كان لأحدكم شعر فليكرمه"، وهو كما قال الحافظ فالحديث صحيح ولابد.