قال في الكبير: ظاهره أنه مما تفرد به مسلم عن صاحبه والأمر بخلافه، ففي مسند الفردوس أن البخارى خرجه عن أبي سلمة.
قلت: هذا كلام فاسد من جهة، واعتراض باطل من أخرى، فأبو سلمة ليس بصحابى حتى يروى عنه البخارى، الذي لا يروى المراسيل، ولا الديلمى قال ذلك -كما نقله الشارح-.
وأما الاعتراض، فالبخارى لم يخرج الحديث، وإنما ساق متنه، وعطفه على لفظ آخر، فقال:
حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا همام عن يحيى عن أبي سلمة أن عروة بن الزبير حدثه عن أمه أسماء أنها سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"لا شيء أغير من اللَّه".
وعن يحيى أن أبا سلمة حدثه أن أبا هريرة حدثه أنه سمع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم قال:
حدثنا أبو نعيم ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة أنه سمع أبا هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"إن اللَّه يغار، وغيرة اللَّه أن يأتى المؤمن ما حرم اللَّه عليه"، فأين هذا من حديث الباب، ولفظ الكتاب؟.