٢٣٠/ ٤٣٧ - "إِذَا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُم فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِى رَدَّ عَليَّ رُوحِي وَعَافَانِي فِي جَسَدِي وأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ". ابن السنّى عن أبي هريرة
قال الشارح: وظاهره أنه لم يخرّجه أحد من الستة ولا كذلك بل رواه الترمذى والنسائى، وقال مغلطاى: ليس لمحدّث عزو حديث في أحد الستة لغيرها إلا لزيادة ليست فيها أو لبيان سنده ورجاله.
قلت: كلام مغلطاى حق، وانتقاد الشارح باطل، لأن مغلطاى يتكلم فى حقّ من يورد الحديث في الحكم والاستشهاد به للمعنى والمصنف يورد الحديث مرتبًا على حروف المعجم قاصدًا ذكر كل حديث بما وقع عند مخرجه من اللفظ، ولذلك يكرر الحديث الواحد مرارًا بحسب الألفاظ المخرجة بها في الأصول. ولفظ هذا الحديث عند الترمذى [٥/ ٤٧٢، رقم ٣٤٠١]: "إِذَا قام أحدكم من فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنْفة إزاره ثلاث مرات فإنه لا يدرى ما خلفه عليه بعده، فإذا اضطجع فليقل: باسمك ربى وضعت جنبى وبك أرفعه، فإن أمسكتَ نفسى فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، فإذا استيقظ فليقل: الحمد للَّه الذي عافانى في جسدى وردّ على روحى وأذن لي بذكره" فهذا اللفظ في اصطلاح المصنِّف يذكر في حرف "إِذَا" مع "القاف" الذي بعده "ألف" لا هنا في حرف "إِذَا" مع "الألف" بعده "سين" ثم إن المؤلف لم يذكره فيما سيأتى؛ لأنه من الأحاديث الطوال والجامع الصغير مخصوص عنده بالأحاديث القصار غالبًا، ولذلك جعل له ذيلًا استدرك فيه الأحاديث الطوال من الكتب الستة في الأكثر وغيرها.