فضلك"، قال مغلطاى: حديث ضعيف لضعف إسماعيل بن عياش راويه، الثانى عن أبي هريرة "إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي، وليقل: اللهم اعصمنى من الشيطان"، فإن كان اللفظ الذي عزاه له المؤلف في بعض النسخ وإلا فهو وهم.
قلت: المصنف إنما يراعى لفظ الحديث الأول، أما ما يزيده بعض المخرجين على بعض أو ينقصه وسط الحديث وآخره، فلا ينبه عليه كما هى عادة أهل العزو أجمعهم، فالحديث واحد ذكره بعض الرواة بلفظ السلام على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عند دخول المسجد، وزاد بعضهم ذكره عند الخروج أيضا، وحذفه بعضهم جملة، فلم يذكره وهم الأكثرون لا في الدخول ولا في الخروج، فأورد المصنف الحديث بلفظ: "فخرج" وعطف عليه آخر فكان ماذا؟ ومغلطاى المتكلم في الحديث من أجل إسماعيل بن عياش لم يعرف أن الحديث في صحيح مسلم، وغيره من طرق أخرى.
وفي الباب عن جماعة منهم فاطمة الزهراء -صلى اللَّه عليها وسلم- وأبو هريرة وأنس وابن عمر والحسن بن على عليهما السلام، وقد ذكرها الحافظ السخاوي في القول البديع، وبعضها مخرج أيضا في بعض الأصول التي لم يذكرها، وليس هذا محل بسطها.