يبين في أى سند قال ذلك الهيثمى، لأن الحديث مذكور من طريقين طريق ابن مسعود وطريق ثوبان، والهيثمى قال ذلك في طريق ثوبان، وقال في طريق عبد اللَّه بن مسعود: فيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره، وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ.
وحديث ابن مسعود أخرجه أيضا أبو نعيم في الحلية [٤/ ١٠٨] قال:
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن على الكندى البغدادى بمكة ثنا الحسن بن على بن الوليد الفسوى ثنا سعيد بن سليمان ثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللَّه به، ثم قال: غريب من حديث الأعمش تفرد به عنه مسهر.
قلت: وهو ضعيف لا يحتمل التفرد عن مثل الأعمش في جلالته وشهرته وكثرة أصحابه، وقد قال البخارى في مسهر: فيه نظر، وقال أبو داود: أصحابنا لا يحمدونه، وقال النسائى: ليس بالقوى وذكره ابن عدى في الضعفاء.
ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده ثنا داود بن المحبر ثنا أبو قحدم عن أبي قلابة عن ابن مسعود به مختصرا "إذا ذكر القدر فأمسكوا وإذا ذكر أصحابى فأمسكوا" وداود بن المحبر كذاب وضاع، وأبو قلابة لم يدرك ابن مسعود، ثم رواه الحارث عن داود بن المحبر أيضًا فركب له إسنادا آخر عن صالح المرى عن الحسن مرسلا، وزاد فيه "وإذا ذكرت الأنواء فأمسكوا" وحديث ثوبان فيه يزيد بن ربيعة الدمشقى قال البخارى: أحاديثه مناكير، وقال النسائى: متروك، وقال الجوزجانى: أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة.
قلت: يقول الجوزجانى فيه هذا، وهو شامى ناصبى على مذهبه، فلولا ظهور ضعفه وسقوط حاله ما قال فيه ذلك وأحاديثه تدل على وهنه.