يضع ركبتيه أولًا، وزعم أن ركبتى البعير في يديه لا في رجليه لا يعقل لغة ولا عرفا، على أن الحديث معلول بيحيى بن سلمة بن كهيل ولا يحتج به، قال النسائى: متروك، وابن حبان: منكر جدا، وأعله البخارى والترمذى والدارقطنى بمحمد بن عبد اللَّه بن حسن وغيره اهـ.
قلت: الحديث صحيح كما قال المؤلف وكون راويه وهم فيه لا يدل على ضعفه، فإن كثيرا من أحاديث الصحيحين وقع فيها من بعض رواتها وهم، كما أفرد بيان ذلك بالمؤلفات العديدة، وما عد أحد تلك الأحاديث التي وقع فيها الوهم بأنها ضعيفة، ولكن يقال عنها صحيحة شاذة فيها وهم، والأصح هو ما يقابلها، على أن زعم الوهم في الحديث ليس محققا ولا مقطوعا به.
فقد يكون في الواقع ليس بوهم، وإن كان الغالب على الظن أنه وهم من نوع المقلوب كما وقعت أمثلته في الصحيح، ومن ذلك حديث: حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله" فإنه انقلب على بعض الرواة.
ثم إن الشارح لم يقتصر في تعليل الحديث على هذا، بل زاد ما لا أصل له ولا وجود في سند الحديث وهو كونه من رواية يحيى بن سلمة بن كهيل، فإن ذلك باطل إذ يحيى لا وجود له في الحديث لا عند أبي داود ولا عند النسائى ولا عند غيرهما، قال أبو داود [١/ ٢٢٢، رقم ٨٤٠]:
حدثنا سعيد بن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد حدثنى محمد بن عبد اللَّه بن حسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" فذكر الحديث كما هنا، ثم قال [١/ ٢٢٢، رقم ٨٤١]:
حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد اللَّه بن نافع عن محمد بن عبد اللَّه بن حسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يعمد