"إذا سلمت الجمعة" قال الشارح: أى سلم يومها من وقوع الآثام فيه، "سلمت الأيام" قال الشارح: أى أيام الأسبوع من المؤاخذة، "وإذا سلم رمضان" قال الشارح: من ارتكاب المحرمات فيه، "سلمت السنة كلها" من المؤاخذة.
قلت: إن صح الحديث فليس معناه ما يقول الشارح، لأن كان قد ورد في السنة الصحيحة ما يشهد له وهو:"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، ولكن معناه وللَّه أعلم إذا سلمت الجمعة من قيام الساعة سلم الأسبوع منها لأنها لا تقوم إلا في يوم جمعة، وإذا سلم رمضان فلم تقم فيه سلمت السنة كلها فلا تقوم إلا في يوم جمعة من رمضان، كما ورد في الأحاديث الأخرى، ويدل عليه رواية أبي نعيم [٧/ ١٤٠] لهذا الحديث، فإن فيه من طريق يحيى بن سعيد عن الثورى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام كلها، وما من سهل، ولا جبل، ولا شيء إلا وهو يستعيذ باللَّه من يوم الجمعة" أى خوفا من قيام الساعة فيها، وقد كان بعض كبار الصحابة يظل طول يوم الجمعة خائفا مترقبا لقيام الساعة، ولا يحصل له اطمئنان إلا بعد غروب شمسها، فهذا معنى الحديث لا ما ذكره الشارح.
٣٣٦/ ٦٨٦ - "إِذَا سَمِعَ أَحَدُكم النِّدَاءَ والإِنَاءُ على يدِه، فلا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِى حَاجَتَهُ منه".
(حم. د. ك) عن أبي هريرة
قال الشارح في الكبير: قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقروه، لكن قال في "المنار": مشكوك في رفعه.