قال الشارح في الكببر: روياه من حديث نعيم بن حماد عن عثمان بن كثير عن محمد بن مهاجر عن عروة عن ابن غنم عن عبادة به، ونعيم بن حماد أورده الذهبي في الضعفاء وقال: وثقه أحمد وجمع، وقال النسائي: غير ثقة، وقال الأزدي وابن عدي: قالوا كان يضع، وقال أبو داود: عنده غير عشرين حديثًا لا أصل لها اهـ. ومحمد بن مهاجر فإن كان هو القرشي فقال البخاري: لا يتابع على حديثه أو الراوي عن وكيع فكذبه جزرة كما في الضعفاء للذهبي وبه يتجه رمز المؤلف لضعفه.
قلت: محمد بن المهاجر ليس هو القرشي ولا الراوي عن وكيع ولكنه محمد ابن المهاجر الأنصاري الشامى الثقة المخرج له في صحيح مسلم (١)، فإنه الذي يروي عن عروة بن رويم ويروي عنه عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، ومن العجيب أن الذهبي ذكر الثلاثة فقال: محمد بن المهاجر القرشي عن نافع وغيره، قال البخاري: لا يتابع على حديثه، قال الذهبي [٣/ ٤٨، ٤٩، رقم ٨٢١٦، ٨٢١٧، ٨٢١٨]، قلت: ولا يعرف، أما محمد بن مهاجر الأنصاري فشامي ثقة مشهور يروى عن التابعين، محمد بن مهاجر شيخ متأخر وضاع هو الطالقاني يروي عن أبي معاوية وغيره كذبه صالح جزرة وغيره اهـ.
فلم يقع اختيار الشارح إلا على الأول والثالث وأغمض عينه عن الثاني، الذي لو فتحها ورآه لأصاب عين الصواب واللَّه الموفق.
ثم إن الحديث أخرجه أبو نعيم عن الطبراني:
ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا نعيم بن حماد بالسند الذي ذكره الشارح، وكذلك رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في الأصل التاسع والثمانين والمائة:
ثنا عمر بن أبي عمر ثنا نعيم بن حماد به مثله، ونعيم مختلف فيه وقد روى له البخاري في الصحيح إلا أنه روى هذا الحديث عنه عن عثمان بن سعيد بن