للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا الحديث ليس هو الذي ذكره الذهبي، وقال فيه ابن معين: ليس بشيء، بل هو الوليد بن عبد الرحمن الجرشي الحمصي الزجاج التابعي الثقة الراوي عن ابن عمر وأبي هريرة وأبي أمامة، والراوي عنه يعلى بن عطاء وإبراهيم بن أبي عبلة وداود بن أبي هند وجماعة، روى له مسلم في الصحيح، ووثقه يحيى بن معين وابن خراش وابن عون وأبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات ولم يغمزه أحد بشيء أصلا فهذا هو الذي في سند الحديث (١)، أما الذي ذكره الذهبي في الميزان [٤/ ٣٤١/ ٩٣٧٩] فليس بتابعي بل يروي عن معتمر بن سليمان وهو مجهول لا يعرف كما قال أبو حاتم، فأين هذا من ذاك؟!، والشارح إذا رأى في الضعفاء اسما يوافق اسما في سند الحديث ضعف به الحديث غير ناظر إلى الفرق بين الرواة المتفقين في الاسم واسم الأب، ولا محقق ذلك من التاريخ والرواة والشيوخ والطرق المعلومة لتحقيق ذلك فيأتي بمثل هذه الطامات، ثم إن ما حكاه عن المصنف من رمزه لهذا الحديث بعلامة الضعيف لا وجه له فهو غالبًا من وهمه على المصنف أيضًا واللَّه أعلم، فإن النسخة التي بين أيدينا ليس فيها رمز لهذا الحديث لا بضعف ولا غيره، وسند الحديث لا يوافق على ذلك فإن رجاله ثقات رجال الصحيح.

قال أبو نعيم [٧/ ٢٠٧]:

حدثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا محمد بن يحيى ثنا عمرو بن علي ثنا خالد بن الحارث ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن أن ابن عمر قال لعمران بن أبان: "ما منعك أن تصلي في جماعة؟ قال: قد صليت الصبح قال: أو ما بلغك أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال. . . " وذكره.

قال أبو نعيم: تفرد به خالد مرفوعًا ورواه غندر موقوفًا فرجال هذا السند كلهم ثقات فعبد اللَّه ابن محمد هو أبو الشيخ ابن حيان الحافظ، ومحمد بن يحيى هو ابن منده، وعمرو بن علي هو الفلاس الحافظ، وخالد بن الحارث هو ابن


(١) انظر "تهذيب التهذيب" ١١/ ١٢٣/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>