للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حجرة من حصير في رمضان فصلى فيها ليالي، فصلى بصلاته ناس من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد فخرج إليهم، فقال: قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"، فأول المرفوع قد عرفت الذي رأيت فكان صنيع المصنف يوجب عليه أن يذكره في حرف "القاف" إلا أنه لم يفعل، ولفظ رواية مسلم (١) عن زيد بن ثابت قال: "احتجر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عليه وسلم حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي فيها قال: فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته قال: ثم جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عنهم فلم يخرج إليهم، فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- معقبًا فقال لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة"، فأول المرفوع في هذه الرواية "ما زال بكم" فكان حقه أن يذكر في حرف "الميم" إلا أن المصنف لم يذكره فيه أيضًا لأنه ليس من الخطاب العام وإنما هو خطاب للصحابة في قضية مخصوصة، وهذه الأحاديث لا يذكرها غالبًا في هذا المختصر وإنما يذكرها في الكبير وفي زوائد الجامع الصغير، فأنت ترى لفظه في الصحيحين مع قول الشارح: روياه باللفظ المذكور، فذلك من غفلته عن مراعاة صنيع المصنف واصطلاحه، أما الحديث بالاصطلاح العام فإنه يعزى لمالك وأحمد [٥/ ١٨٧]، والبخاري ومسلم وأبي داود [٢/ ٧٠، رقم ١٤٤٧]، والترمذي والنسائي فإن جميعهم خرجوه، كما خرجه أيضًا غيرهم كالطحاوي في مشكل الآثار (ص ٢٥٠ من الجزء الأول).

٦٤٥/ ١٢٧٨ - "أَفْضَلُ الصوم صَوْمُ أخِي دَاود كَانَ يَصُومُ يَومًا وَيُفطِرُ


(١) رواه الإمام مسلم في صحيحه: (٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٢٩ - باب استحباب صلاة النافلة في ييته وجوازها في المسجد، رقم: ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>