للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كانوا جماعة لقال: فيه من لم أعرفهم كما هو الواقع فإنه يقول ذلك في السند الذي يكون فيه جماعة لم يعرفهم، ثم بعد هذا كله فإن حديث أنس ليس فيه مجاهيل أصلًا لا واحد ولا جماعة وإنما فيه من هو ضعيف.

قال القضاعي:

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مرزوق أنا أبو عبد اللَّه محمود بن يعلى القزويني ثنا أبو صالح محمد بن الحسن بن المهلب بأصبهان ثنا أحمد بن عمرو ابن الضحاك ثنا أبو أيوب الخبائري ثنا بقية عن مالك عن الزهري عن أنس به.

ورواه الخطيب من طريق محمد بن محمد بن سليمان الباغندي أبي بكر الواسطي: ثنا سليمان بن سلمة الخبائري -هو أبو أيوب- به بلفظ: "العبادة انتظار الفرج من اللَّه"، والخبائري ضعيف.

وقد رواه الخطيب [٢/ ١٥٥] أيضًا من طريق أبي الفرج محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان صاحب المصلى عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي به لكنه قال: أنبأنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي أنبأنا مالك به بلفظ: "انتظار الفرج عبادة"، ثم قال الخطيب [٢/ ١٥٥]: وهم محمد بن جعفر على الباغندي وعلى من فوقه في هذا الحديث وهما قبيحا، لأنه لا يعرف إلا من رواية سليمان بن سلمة الخبائري عن بقية عن مالك.

قلت: وليس كذلك بل تابعه نعيم بن حماد عن بقية عن مالك إلا أنه قال: عن الزهري مرسلا ولم يذكر أنسا كذلك أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.

وفي الباب عن ابن مسعود وسيأتي بلفظ: "سلوا اللَّه من فضله فإنه اللَّه يحب أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج"، وعن جماعة آخرين بلفظ (١): "انتظار الفرج عبادة" منهم جابر وعلي وابن عمر وغيرهم.


(١) انظر: سنن الترمذي (رقم: ٣٥٧١) من حديث ابن مسعود، والطبراني (١٠/ ١٢٥)، وفتح الباري (١١/ ٩٥)، والمشكاة (رقم ٢٢٣٧)، والترغيب والترهيب (٢/ ٤٨٢)، وتفسير القرطبي (٥/ ١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>