للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواه وكيع عن سالم المرادي عن عمرو بن مرة عن ربعى عن رجل من أصحاب حذيفة عن حذيفة، فتبين أن عبد الملك لم يسمعه من ربعى وأن ربعيا لم يسمعه من حذيفة.

قال الحافظ: أما مولى ربعي فاسمه هلال، وقد وثق، وقد صرح ربعى بسماعه من حذيفة في رواية، وأخرج له الحاكم شاهدًا من حديث ابن مسعود وفي إسناده يحيى بن سلمة بن كهيل وهو ضعيف، ورواه الترمذي من طريقه وقال [رقم ٣٦٦٢]: لا نعرفه إلا من حديثه اهـ. كلام الحافظ.

فتبين منه أن الشارح حذف منه محل الفائدة وهو إثبات الحافظ لسماع ربعى من حذيفة وعدم جهالة مولى ربعى بوجود من وثقه وإن كان في ذلك كله نظر، أما أولًا: فإن هلال مولى ربعى إنما ذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته المعروفة وهي لا تفيد المطلوب في التوثيق ولا ترفع جهالة عين الراوي فيبقى مجهولًا كما قال ابن حزم.

وأما ثانيًا: فإن من صرح بسماع ربعى من حذيفة لا يقبل قوله مع مخالفة جمهور الثقات الأثبات إياه بذكره عنه بصيغة العنعنة التي بينت الطريق الأخرى أنها منقطعة فرجع الأمر فيه إلى ما قال البزار وابن حزم.

وقد أسند ابن عبد البر في العلم كلام البزار على هذا الحديث من طريق أبي الحسن الصموت قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عمرو البزار يقول: حديث العرباض بن سارية في الخلفاء الراشدين حديث ثابت صحيح وهو أصح إسنادًا من حديث حذيفة "اقتدوا باللذين من بعدي"، لأنه مختلف في إسناده ومتكلم فيه من أجل مولى ربعى وهو مجهول عندهم، قال ابن عبد البر: وهو كما قال البزار حديث عرباض حديث ثابت، وحديث حذيفة حديث حسن، وقد روى عن مولى ربعى عبد الملك بن عمير وهو كبير، ولكن البزار وطائفة من أهل الحديث يذهبون إلى أن المحدث إذا لم يرو عنه رجلان فصاعدًا فهو مجهول اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>