محمد بن يعقوب الذي أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: له مناكير، وعلي ابن الجند، قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: خبره موضوع، وعمرو بن دينار متفق على ضعفه.
قلت: فيه أمور، الأول: أن الحديث من رواية أنس جزما، وإنما وقع ابن عباس سهوا من الكاتب أو سبق قلم من المصنف، فكان حق الشارح أن يجزم به لأنه قطعة من حديث وصية أنس المشهور.
الثاني: أن محمد بن يعقوب لا دخل له في الحديث، بل علته على بن الجند، وهو مروي عنه من طرق:
قال الحافظ عبد الغني:
ثنا أبو سعد الماليني أنا أبو الشيخ عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حيان ثنا علي بن سعيد ثنا أبو قلابة ثنا أبي ثنا علي بن الجند الطائفي به.
وقال البيهقي في الشعب [٦/ ٤٢٧، رقم ٨٧٦١]:
أنبأنا أبو عبد اللَّه الحافظ أنبأنا أحمد بن كامل القاضي ثنا أبو قلابة بنحوه.
وقال الطبراني في الصغير:
ثنا محمد بن محمد الجدوعي القاضي حدثنا مسدد بن مسرهد ثنا علي بن الجند به.
فلم يبق لذكر محمد بن يعقوب أثر.
الثالث: قوله: عمرو بن دينار متفق على ضعفه غلط ظاهر، فإن عمرو بن دينار هذا هو المكي أحد الأثبات الأعلام لا البصري قهرمان آل الزبير.
الرابع: هذا الحديث قطعة من حديث وصية أنس المشهور عنه من رواية سليمان التيمي وثابت والزهري وأبي محمد الثقفي وسعيد بن زون وأبي عمران الجوني وضرار بن مسلم وحميد الطويل وسعيد بن المسيب وأبي هاشم الأيلي والحسن