الآحاد فكيف به وهو من رواية الضعفاء والمتروكين؟ ثم هو مع ذلك مضطرب، قال أبو داود الطيالسي:
حدثنا همام عن فرقد السبخي عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير عن أبي هريرة به.
وقال أحمد: حدثنا يزيد أنا همام عن فرقد به.
وهكذا رواه ابن ماجه من طريق عمر بن هارون، وأبو يعلي وابن حبان في الضعفاء من طريق هدبة، والخطيب [١٤/ ٢١٦] من طريق عفان كلهم عن همام عن فرقد به مثله.
أعني عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير عن أبي هريرة، قال البيهقي في سننه بعد أن رواه من طريق الطيالسي: هذا هو المحفوظ حديث همام عن فرقد، وأخطأ فيه بعضهم على همام فقال: عنه عن قتادة عن يزيد، وقال بعضهم: عن قتادة عن أنس وكلاهما باطل، وروى من وجه آخر عن أبي هريرة وقيل: عن أبي سعيد مرفوعًا، وفي صحة الحديث نظر اهـ.
قلت: الوجه الآخر عن أبي هريرة الذي يقصده البيهقي هو من رواية محمد ابن يونس الكديمي وهو وضاع، أخرجه ابن حبان في ترجمته من الضعفاء فقال: كان يضع الحديث على الثقات وضعًا، ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث، روى عن أبي نعيم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أكذب الناس الصباغون والصواغون".
حدثنيه أحمد بن محمد بن إبراهيم ثنا الكديمي محمد بن يونس، فيما يشبه هذا من الأحاديث التي تغنى شهرتها عند من سلك مسلك الحديث عن الإغراق في ذكرها للقدح فيه, وهذا الحديث ليس يعرف إلا من حديث همام عن فرقد السبخي عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير عن أبي هريرة، وفرقد ليس بشيء في الحديث، حدثناه أبو يعلى والحسن بن سفيان وعدة قالوا: