يتبين له التصريح بأنه موضوع، أما فيه ضعف فإنما يقولها أهل الحديث فيما ضعفه قريب محتمل.
السادس: قوله في الصغير باجتماعها تتقوى، خطأ من وجهين، أحدهما: ما تقدم وهو أنه لم تتعدد طرقه ولم يسبق له هو إلا ذكر طريق واحد وهو مسرور عن الأوزاعي عن عروة بن رويم عن علي.
ثانيهما: وعلى فرض أنه يقصد طريق مسرور مع حديث ابن عمر المروي من طريق جعفر بن أحمد الغافقي فإنهما طريقان لا طرق، ثم هما من رواية وضاع ومتروك منكر الحديث، ورواية الوضاعين لا تتقوى بالتعدد ولو بلغت عشرين طريقًا فضلًا عن طريقين.
السابع: هذا الحديث موضوع كما قال ابن الجوزي لوجود الكذابين الوضاعين في سنده ونكارة لفظه ومعناه، فالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أجلُّ من أن يجعل النخلة كامة للإنسان، وأعلى وأكمل من أن ينطق بهذا اللفظ البارد، أو يأمر بإكرام شجرة، ثم ما معنى هذا الإكرام؟ فإن كان المراد به سقيها وتلقيحها وتعهدها فالأشجار المطعمة كلها كذلك ونصوص الشرع العامة آمرة بتعهد الجميع وسقيه وإكرامه وحفظ المال وعدم إضاعته، وإن كان المراد به أكل طعمها فكل الأشجار كذلك، وإن كان المراد تقبيلها أو زيارتها والأدب معها واحترامها كاحترام العالم والشيخ والوالد فالإجماع منعقد على عدم مطلوبيته، فلم يبق إلا أنه كلام من لا يدري عاقبة ما يقول من الكذابين والوضاعين قبحهم اللَّه وجزاهم على جرأتهم على اللَّه تعالى وعلى دينه وعلى رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- شر جزاء.