للعلماء، بل أصبح العليم فيهم مرذولًا محتقرًا، لا سيما الطائفة العصرية فإنهم لا يقيمون للدين وأهله وزنًا ولا يرضون علم عالم، ولا إرشاد مرشد، بل يرون الحق ما هم عليه من التفرنج والفجور والإلحاد والفسق والكفور، قلوبهم قلوب الأعاجم وهواهم هوى الفرنج وحالهم حال الزنادقة وألسنتهم ألسنة العرب، لم يبق لهم من الإسلام إلا اللسان والأسماء، فإذا قيل لواحد منهم: إن الدين الإسلامي ينافي ما أنتم عليه وتلى القرآن والسنة قال: أنتم أعداء الدين تشوهونه وتنفرون منه الناس، إنما الدين في القلب وما عدا ذلك من الأفعال وامتثال الأوامر واجتاب المناهي فغلو وتنطع وضلال من أهله يأكلون به أموال الناس.
هذا حالهم أصبح مشهورًا ذائعًا والناس يدخلون معهم فيه أفواجًا أفواجًا فيصبح الرجل مؤمنًا ويمسي عصريًا كافرًا ملحدًا لسانه لسان العرب وقلبه قلب العجم لا يهوى إلا حالة العجم ولا يقدس إلا سيرتهم ولا يعتقد الفضل والخير إلا في اتباعهم، فكيف يكون الحديث ضعيفًا وقد ظهر مصداقه بعد مضي أزيد من ألف سنة؟!.
هذا وإني في شك من وجود حديث أبي هريرة في مستدرك الحاكم فقد تتبعته في مظانه فلم أره فيه (١)، وقد اقتصر الحافظان المنذري والعراقي على عزوه لأحمد من حديث سهل بن سعد وما تعرضا لحديث أبي هريرة فالغالب أنه سبق قلم من المصنف واللَّه أعلم.
نعم، ورد في الباب حديث عن علي عليه السلام قال الديلمي في مسند الفردوس: أخبرنا أبي أخبرنا ابن النقور أخبرنا أبو سعد الإسماعيلي ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حفص الدينوري ثنا عبد اللَّه بن محمد بن حمدان الدينوري ثنا إسماعيل بن توبة الثقفي ثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم
(١) هو فيه (٤/ ٥١٠) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.