للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - المرصّع:

وهو الذي تقابل فيه كلّ لفظة من فقرة النثر أو صدر البيت بلفظة على وزنها ورويّها، نحو قوله إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ الانفطار: ١٣ - ١٤.

ومثاله في الشّعر قول الشاعر (الكامل):

فحريق جمرة سيفه للمعتدي ... ورحيق خمرة سيبه للمعتفي

وقد وقع الترصيع في ألفاظ البيت جميعا (حريق ورحيق، جمرة وخمرة، سيفه وسيبه، المعتدي والمعتفي).

وذكر أبو هلال العسكري (١) نوعا من الترصيع بقوله: «هو أن يكون حشو البيت مسجوعا. ومن أمثلته عليه قول

تأبّط شرّا:

حمّال ألوية شهّادّ أندية ... هبّاط أودية جوّاب آفاق

وقول النمر:

طويل الذّراع قصير الكراع ... يواشك بالسّبسب الأغبر

وقول ذي الرمّة:

كحلاء في برج صفراء في نعج (٢) ... كأنّها فضّة قد مسّها ذهب

وعلّق على هذا الضرب من التّرصيع بقوله (٣): ومثل هذا إذا اتفق في موضع من القصيدة أو موضعين كان حسنا، فإذا كثر وتوالى دلّ على التكلّف،


(١). كتاب الصناعتين، أبو هلال العسكري، ص ٣٩٠ وما بعدها.
(٢). نعج: حسن اللون وخلوص بياضه.
(٣). كتاب الصناعتين، أبو هلال العسكري، ص ٣٩٢.

<<  <   >  >>