يرد اللفظ الدال على المحلّ ويراد ما حلّ به. وفيها يذكر المحلّ ويراد ما يحلّ به، نحو: ركبت البحر. فأنت لم تركب البحر وإنما ركبت السفينة التي تمخر عبابه. ففي البحر مجاز لأنني ذكرت المحلّ (البحر)، وأنا أريد الحالّ فيه (السفينة) والقرينة (ركبت) فالعلاقة محليّة.
ومثالها قوله تعالى وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً الأنعام: ٦. فالآية تريد بالسّماء المطر، ولهذا فقد ذكرت المحلّ الذي يأتي منه المطر (السماء) وأرادت المطر نفسه فالعلاقة إذا محلية.
فلقد ذكر الشاعر بغداد، وأراد أهلها الذين يحلّون فيها، ولقد أورد لفظ نعالهم دلالة على ذلك. ففي البيت مجاز مرسل لأنه ذكر المحل (بغداد) وهو يريد الحالّين فيه (أهل بغداد) والقرينة نعالهم.
فالعلاقة إذا محلية.
ومثالها أيضا قول عنترة (الكامل):
فشككت بالرمح الأصمّ ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرّم.