لقد لمتنا يا أمّ غيلان في السّرى ... ونمت وما ليل المطيّ بنائم.
فأسند النوم الى الليل وهو زمان النوم.
ومنه قول طرفة (الطويل):
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد.
فأسند الإبداء الى الأيام بينما هو في الحقيقة لما في الأيام من أحداث.
٣ - ب. العلاقة المكانيّة:
ويكون المسند إليه مكانا يجري فيه المسند (الفعل أو ما في معناه). ويسند فيها الفعل إلى المكان الذي وقع فيه، كقولنا: حديقة غنّاء، ومكان مزدحم، ضجّت القاعة وجرى النهر.
ونحن نريد حديقة طيورها غناء
ومكانا مزدحم الناس
وضج القوم في القاعة.
فأسندنا الأفعال أو ما في معناها (غناء، مزدحم، ضجّت، جرى) الى المكان الذي وقعت فيه (حديقة، مكان، قاعة، مجرى) وليس الى الفاعل الحقيقي لكل منها (الطيور، الناس، القوم، النهر) ففي كل من الجمل الأربع مجاز عقلي أسندنا فيه الفعل أو ما في معناه الى مكانه بدلا من إسناده الى الفاعل الحقيقي، والعلاقة مكانية.
ومثله قول الشاعر (الوافر):
إذا سقط السّماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا