للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر المتنبي اليد واللسان مريدا بهما: المال والقول، فاستعاض بذكر الآلة عمّا تحدثه. لقد أقام المتنبي مقابلة بين الجود الحقيقي والجود المزيّف. فالأصل أن يأمر اللسان بإعطاء المال واليد تحوّل ذلك الأمر الى حقيقة فيكون ها هنا بينهما تتابع واتساق.

اللسان- أمر بالجود- اليد- اعطاء المال.

لكنّ المتنبي لمس الخلل في هذه السلسلة عند كافور فقارن بين الشكل الأصلي التام في الجود والشكل الأبتر عند كافور فأخرج الصورة في تركيب يقوم على مجاز مرسل ومقابلة يتوسّطها لفظ (جود) بل يبدأ به البيت وينتهي به ولكن بدايته إيجاب ونهايته سلب.

[١ - د. الملزومية (إطلاق اسم الملزوم على اللازم)]

مثال ذلك: دخلت الشّمس من النافذة والمقصود نورها لا جرمها. فكلمة الشمس مجاز مرسل علاقته الملزومية، لأنّ المعنى الحقيقي للشمس هو جرمها وجرمها ملزوم للمعنى المجازي الذي هو الضوء. والقرينة (دخلت).

ومنها أيضا قوله عليه الصلاة والسّلام (لا تسبّوا الأموات فإنّهم قد أفضوا إلى ما قدّموا).

فالذي قدّموه هو اعمالهم وأقوالهم التي يترتّب عليها جزاؤهم وعقابهم، والجزاء والعقاب من إطلاق الملزوم وإرادة اللازم.

[١ - هـ. اللازمية]

وهي كون الشيء يلزم وجوده عند وجود شيء آخر، أي حين يكون المعنى الحقيقي للكلمة المذكورة في العبارة لازما للمعنى المجازي.

<<  <   >  >>