للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد جاء شقيق راكبا على فرسه عارضا رمحه استخفافا بمن يقابلهم من بني عمّه حتى لكأنه يعتقد أنّهم عزل لا سلاح عندهم. لذلك أنزل منزلة المنكرين فأكّد الخبر وخوطب خطاب المنكر.

ج. أن يجعل المنكر كغير المنكر إن كان لديه دلائل وشواهد لو تأمّلها لارتدع عن إنكاره.

ومثاله قوله تعالى: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ البقرة: ١٦٣.

الآية تخاطب منكري وحدانية الخالق سبحانه، وألقت إليهم الخبر بلا توكيد، لأن المنكرين عندهم من الأدلة والبراهين ما لو تأمّلوها لوجدوها مقنعة الإقناع كلّه، ولذلك لم يقم الله تعالى لإنكارهم وزنا.

ومثاله قولك لمن يؤذي أباه: هذا أبوك.

فالمخاطب ليس بحاجة إلى تأكيد الخبر، لكنّه لو تأمّل لارتدع عن إيذاء أبيه وكفّ عنه، لذلك ألقي إليه الخبر خاليا من التوكيد.

[تمارين]

١. بيّن وجوه خروج الخبر عن مقتضى الظاهر في ما يأتي:

قال تعالى: وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ يوسف: ٥٣.

- يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ الحج: ١.

- تقول لمن يظلم الناس بغير حق: إنّ الله لمطّلع على أفعال العباد.

- تقول لمن ينكر وجود الخالق: الله موجود.

- تقول لمن ينكر فائدة العلم: العلم نافع.

- تقول لمن يكره العمل: إن الفراغ لمفسدة.

- قال أبو الطيّب (الوافر):

ترفّق أيّها المولى عليهم ... فإنّ الرفق بالجاني عتاب.

<<  <   >  >>