تسيل على حدّ الظّبات نفوسنا ... وليس على غير الظّبات تسيل.
فالذي يسيل على حدّ الظّبات هو الدماء لا النفوس، ولكن لمّا كان وجود النّفس في الجسد سببا في وجود الدم فيه استطاع الشاعر إحلال كلمة النفوس محل الدماء لأن النفس سبب لوجود الدم. فالعلاقة بين النفوس والدّماء سببّية والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي للنفوس مذكورة (على حدّ الظبات) فالنفس الحقيقية لا تسيل على حدّ الظبات.
وقد قسم البلاغيون علاقة السببّية أقساما هي:
أ. السببيّة القابلية، أي تسمية الشيء باسم قابله، نحو: سال الوادي، أي الماء.
ب. السببيّة الصورية، نحو تسمية اليد بالقدرة، لأنّ القدرة صورة اليد لحلولها منها حلول الصورة في المادّة.
ج. السببيّة الفاعليّة، نحو: نزل السّحاب، أي المطر بإطلاق اسم فاعل الشيء على الشيء، فالمطر يصدر عن السّحاب.
د. السببيّة الغائية، نحو: شرب عنبا، والمقصود شرب خمرا لأن الخمر غاية العنب.
وقد خالف الأصوليون هذه التسميات الأربع لأسباب عقليّة حملتهم على تعليلات تخالف تعليلات البلاغيين.