البحث الثالث طرفا التشبيه باعتبار تعدّدهما
يعمد الأدباء والشعراء أحيانا إلى تشبيه عدّة أشياء مفردة بعدّة أشياء مفردة. وهذا الضرب من التشبيه قسمه البلاغيون أقساما هي:
[١ - التشبيه الملفوف]
هو ما تعدّد طرفاه على أن يؤتي بالمشبّهات أوّلا على طريق العطف وغيره، ثم يؤتي بالمشبّهات بها كذلك. ومثاله
قول الشاعر:
ليل وبدر وغصن ... شعر ووجه وقدّ
خمر ودرّ وورد ... ريق وثغر وخدّ
ففي البيت الأول تعدّد المشبّه في الشطر الأول، فهناك ثلاثة مشبّهات هي: الليل والبدر والغصن على طريقة العطف بالواو.
وفي الشطر الثاني ثلاثة مشبّهات بها وهي شعر ووجه وقدّ.
وهكذا نرى أن الشاعر شبّه الشعر بالليل، والوجه بالبدر، والقدّ بالغصن، ولعلّك لاحظت أنه عند ما تعدّد الطرفان معا نتج أكثر من تشبيه.
وقل مثل ذلك في البيت الثاني.
[٢ - التشبيه المفروق]
وهو ما تعدّد طرفاه أيضا على أن يؤتي بكل مشبّه إلى جانب ما شبّه به على التوالي.
ومثاله قول المرقّش الأكبر:
النّشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكفّ عنم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute