للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ب- بعد لفظ التورية]

، ومنه قول الشاعر (الطويل):

أرى ذنب السّرحان في الأفق طالعا ... فهل ممكن أن الغزالة تطلع؟

في البيت توريتان، أولاهما (ذنب السّرحان). وفيها معنيان:

أ- قريب، وهو ذنب الحيوان (الذئب)، وهو المعنى المورّى به.

ب- بعيد، أول ضوء النّهار، وهو المعنى المورّى عنه، وهذا المعنى هو المعنى المراد. وقد بيّنه بذكر لازم بعده

بقوله (طالعا).

ثانيتهما (الغزالة) وفيها معنيان:

أ- قريب، وهو الغزالة الوحشية المعروفة، وهو المعنى المورّى به الذي لم يقصده الشاعر.

ب- بعيد، وهو الشمس، وهو المعنى المورّى عنه وقد بيّنه الشاعر بذكر لازمه بعده (تطلع) وهذا هو المعنى المقصود.

[٤ - التورية المهيأة]

، وهي على ثلاثة أنواع:

[١ - المهيأة بلفظ قبلها]

، نحو قول ابن سناء الملك في الملك المظفّر (الطويل):

وسيرك فينا سيرة عمريّة ... فروّحت عن قلب وأفرجت عن كرب

وأظهرت فينا من سميّك سنّة ... فأظهرت ذاك الفرض من ذلك النّدب

فالتورية في (الفرض والنّدب) وفيهما معنيان:

- قريب، وهو أن يعني الشاعر بهما الأحكام الشرعية، وهو المعنى المورّى به، غير المقصود.

- بعيد، وهو أن يكون الفرض بمعنى العطاء، والنّدب صفة المرء السريع في قضاء الحاجات، وهو المعنى المورّى عنه (المقصود).

<<  <   >  >>