للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العزيز، الخلافة سنة ٩٩ هـ، وتوفي سنة ١٠١ هـ، وكان لا يأخذ من بيت المال شيئا، ولا يجري على نفسه من الفيء درهما.

ومن هذا الباب الحقائق العلمية التي تلقى على مسامع المتعلّمين وهم لا يعرفونها.

ب. إفادة المخاطب ان المتكلم عالم بالحكم أيضا، ويسمّى لازم الفائدة، ومثاله: أنت نجحت في الامتحان، أو: لقد وصلت الجامعة متأخرا. فالسامع لم يستفد علما بالخبر نفسه، وإنّما استفاد أن المتكلّم عالم به. وسمّي لازم الفائدة لأنه يلزم في كل خبر أن يكون المخبر به عنده علم أو ظنّ به.

ويبدو ان هذا التقسيم المنطقي قد صادف اعتراضا من قبل الدارسين، فقال أحدهم (١): «ويبدو التأثر بمنطق العقل بعد ذلك في تقسيمهم الغرض من الخبر إلى ما يسمى:

- بالفائدة،

- ولازم الفائدة،

فهذا التقسيم يرتكز على منطق العقل الذي يقول إنّ الخبر لا يساق إلّا الى واحد من اثنين: من يجهله أو من يعرفه ولا ثالث لهما.

فالأول الغرض منه الفائدة. والثاني الغرض منه لازم الفائدة. ونرى أنّ تعرّض البحث البلاغي لمثل هذا الأمر ضرب من الفضول، لأنّ الذي يعني الدارس في المقام الأوّل هو صيغة الكلام وخصائصه التعبيرية، وهذا الغرض الثاني وهو لازم الفائدة- باعتراف بعض الدارسين- لا يؤديه، حقيقة، لفظ الخبر، وإنما يؤديه ضمنا. فإنّ السامع إذا سمع من المتكلّم ما يدلي به إليه من خبر عرف ضمنا ان هذا


(١). البحث البلاغي عند العرب، شفيع السيّد، ص ١٤٦.

<<  <   >  >>