يظهر له في العادة علّة، أو يظهر له علّة غير المذكورة، والثاني إمّا ممكن، أو غير ممكن».
١ - القسم الأول: وصف ثابت غير ظاهر العلة، مثاله قول المتنبّي (الكامل):
لم يحك نائلك السّحاب وإنما ... حمّت به فصبيبها الرّحضاء
«فنزول المطر لا يظهر له في العادة علّة» كما يقول القزويني (١).
ومنه أيضا قول أبي تمام (الكامل):
لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسّيل حرب للمكان العالي
علّل أبو تمّام عدم إصابة الغنى الكريم بتشبيه غير ظاهر العلّة عادة؛ فالسّيل لا يصيب المكان العالي، والغنى لا يصيب الكريم، ووجه الشبه يكمن في أن الكريم عالي القدر كالمكان العالي، والغنى لحاجة الناس إليه يتدفّق كالسيل الجارف من القمم فلا يحبس مياها كما لا يحبس الغني مالا. وإذا فتّشنا عن علّة خلوّ الكريم من المال ما وجدنا علّة ظاهرة لذلك ظاهرة في البيت، وكذلك لا نجد علّة ظاهرة لعدم احتفاظ المرتفعات بمياهها.
ومن طريف الأمثلة على هذا الضرب قول أبي هلال العسكري (الكامل):
زعم البنفسج أنّه كعذاره ... حسنا فسلّوا من قفاه لسانه
(١). الإيضاح في علوم البلاغة، الخطيب القزويني، ص ٥١٨.