ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون). وغير ذلك. فإن جميعها فيمن جاهد وقاتل لتكون كلمة الله العليا، ودين الله هو الظاهر. كان قبل الجهاد من المصلحين لما قيل عمل صالح قبل الغزو، فإنما يقاتلون بأعمالكم.
فأما من جاهد وقاتل رياء أو سمعة وليأخذ في الديون برزق المقاتلة أو ليصيب مغنمًا، أو كان من أهل الكبائر والمفسدين، فلا هو إن قتل من الشهداء الذي يكونون عند الله يرزقون فرحون، ولا من الذين لا تجمعهم الجنة، ولا من الذين وعدوا المواعيد التي سبق إيتاؤها وغيرها ما لم تأته. ويدل على ذلك ما روي أبو موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله). وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: افتتحنا خيبر ثم انصرفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى، وتبعه عبد له، يقال له ضيغم، فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه سهم منحرف فأصابه فمات، فقال: هنيئًا له الشهادة هنيئًا له الشهادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من الغنائم لم يصبها المقاسم تشتعل عليه نارًا).
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ورب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته) وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا حديث بين، وهو إن إعرابيًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: الرجل يقاتل ليغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه. فمن في سبيل الله؟ قال:(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فذلك في سبيل الله)، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم (فذلك في سبيل الله) أي فذلك هو الذي أراده الله تعالى بقوله {وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله}. وقوله:{إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله}، وأبين وأعظم مما روينا كتاب الله عز وجل فإنه تعالى جده لما قال {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون