ويقتلون وعدًا عليه حقًا في التوراة والإنجيل والقرآن} بين أن هؤلاء البائعين المشتري منهم: من هم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، والحافظون لحدود الله، وبشر المؤمنين أي فبشر الذين آمنوا، أي وبشر الذين هذه صفاتهم بأن الله واف بعهده لهم، وهو اشتراؤه أنفسهم وأموالهم للقتال في سبيل الله بالجنة، فإنهم هم المؤمنون بالإطلاق والمعنيون بقوله {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن ...}. فصح أن المفسد الفاسق والمقاتل رياء وسمعة وطريًا ومدحًا أو ليصيب مغنمًا، خارجون من هذا الضمان والله أعلم.
وإذا كانوا خارجين من أنه البيع والشراء، خرجوا من أنه الشهادة، لأنها في المقتولين في سبيل الله، وسبيل الله ما يثبت وأهله من قرأت فيهم من كتاب الله ما قرأت والله أعلم.
فصل
وإذا أنفذ الإمام جيشًا أو سرية، فينبغي أن يؤمر عليهم صالحًا أمينًا محتسبًا، لأن القوم إليه ينظرون، وإذا لم يكن خيرًا في نفسه كانت أعماله بحسب سريرته، وكانت أعمال القوم بحسبها مضاهية بها، وإن رأوا منه كسلًا كسلوا، وإن رأوا فشلًا فشلوا، وإن ثبت ثبتوا، وإن رجع رجعوا، وإن جنح إلى السلم جنحوا، وإن جد جدوا، وما هو إلا كإمام الصلاة الذي (إن) خفف الصلاة خففوا، وإن أطال أطالوا، وإن عجل عجلوا، وإن أخر أخروا.
وأيضًا فإن العدو إنما يفرق من رئيس القوم، فإذا سمع بذي ذكر كان ذلك أهيب له من أن يسمع بخامل لا صيت له. وإذا سمع بشجاع غير فرار كان أيسر من مقاومته منه إذا سمع بفشل جبان. وإذا سمع بلين يطمع في خداع مثله كان أجرًا على استقباله منه إذا سمع بقلب في الدين شديد في الناس، ليكون ما يكون من العدو إقدامًا وإحجامًا، بحسب ما يبلغه من حال رأس المسلمين. فلهذين الشيئين وجب أن يكون الرأس مستصلحًا جامعًا لأسباب الغناء والكفاية والله أعلم.