وعنه صلى الله عليه وسلم:(الخيل ثلاثة هي لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر). فأما الذي له أجر، فالذي يحبسها في سبيل الله ويعدها له، فهو لذلك أجر، وكل شيء تغيبه في بطونها، فله به أجر حتى ذكر أرواثها وأبوالها أنه له أجر. وله أنه من يموج في عرفة كان له بكل خطوة خطاها أجر، ولو أنه من نهر فشرب منه كان له بكل قطرة غيبت في بطونها أجر. وأما الذي له ستر فالرجل يتخذها محملًا، ولا ينس حق ظهورها وبطونها في عسرها ويسرها. وأما الذي عليه وزر، فالذي يتخذها أشرًا وبطرًا ورياء الناس ومدحًا عليهم.
وعنه صلى الله عليه وسلم:(من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديق موعد الله، كان شبعه وروثه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامة). ومعنى (الخيل معقود بنواصيها الخير) إنها ميمونة مبارك فيها لأهلها، لأن العرب تقول: فلان ميمون الناصية، وربما قالوا: ميمون الطلعة، ويحتمل أن يكون المراد بذكر النواصي جرها إلى الركوب. لأن الناصية موضع القبض عليه، كما يقال في الدعاء: نواصينا بيدك. أي منقادون لك متحرون نحو أمرك، وإذا ارتبط الغازي فرسًا، فليتحر أن يكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إذا أردتم أن تغيروا فاشتروا فرسًا أدهم أفرخ أرتم أغر محجلًا، طلق اليد اليمنى، فإنك تغنم وتسلم. فإن لم يكن أدهم فخمنت على هذه الشبه).
أو قال:(الصفة). ومما يبين نفاسة الخيل ورفعة قدرها أقام الله عز وجل بها على (ما) تكون عليه في حال الحرب، وذلك قوله عز وجل:{والعاديات ضبحًا فالموريات قدحًا، فالمغيرات صبحًا، فأثرن به نقعًا، فوسطن به جمعًا}. فذهب ابن عباس