للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه المراح وهي محيطة بالأرض إحاطة قشر البيض لحرقة لم يتناهوا ولهلكوا إما بركود الهواء وانكباشه فإن ذلك مما يخنق ويقتل، وأما بشدة حر النار التي فوق الهواء، فإنها إذا دنت من الأرض أهلكت إما بالحرق وإما بالدغ والفم، فرفعها بلطفه رفعًا بعيدًا عاليًا شديدًا وزانها بما ترى من الكواكب، ورتب منها الشمس والقمر، فجعل الشمس ضياء والقمر نورًا وقدره منازل، لتعلموا عدد السنين والحساب. وفرق بين الليل والنهار فسير الشمس وهداكم بالنجوم في ظلمة البر والبحر، فقال عز وجل في ذلك: {وجعلنا السماء سقفًا محفوظًا}. أي كالسقف فيما نرى. وقال: {والسماء بناء}. أي كما مرفوع علي. وقال: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب}. وقال: {جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر}. وقال: {وجعل الشمس سراجًا}. وقال تبارك وتعالى: {تبارك الذي جعل في السماء بروجًا، وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا}. {وهو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورًا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب}. وقال: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}.

وقال في الجبال: {والقى في الأرض رواس أن تميد بكم}. وقال: {والجبال أوتادًا}. وقال في البحر: {وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحمًا طريًا، وتستخرجوا منه حلية تلبسونها. وترى الفلك مواخر فيه لبتبتغوا من فضله}. وأما الماء فقد قال فيه سوى ما كتبنا: {أولم يروا إنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعًا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم، أفلا يبصرون}. وقال: {وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء، فأخرجنا منه خضرًا تخرج منه حبًا متراكبًا. ومن النخل من طلعها قنوان دانية، وجنات من أعناب،

<<  <  ج: ص:  >  >>