للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السائل ولم يرهم يعطونه أعطى. يعني أني أوثر السائل عن نفسي ما كنت آكله، فلا يشقن عليكم. فكان ذلك محلا لسلمان فيشقى عليه تجهيله. فكان ما تقدم منه من يتخيله.

وإذا أكل الناس عند رجل، فينبغي لهم أن يدعوا له بالحمد. وروى أن أبا الهيثم بن النبهان، صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه طعاما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلوا: ثم قال: أثيبوا أخاكم. قالوا وكيف نثيبه يا رسول الله؟ قال: إن الرجل إذا أكل طعامه وشرب شرابه ودعى له بالبركة وذلك ثوابه).

وروى عن عبد الله بن بشر رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي على بغلة له بيضاء، فأخذ أبي بلجامها. فقال: انزل علي. فنزل عليه. فأتى بتمر وسويق، فجعل يأكل منه ويلقي نواه بإصبعيه -يعني السبابة والوسطى ثم قرب إليه الطعام، فأكل منه ثم أتاه بقدح فيه شراب، فشرب منه ثم أعطاه الذي عن يمينه. فلما أراد الرحيل، قالوا: يا رسول الله، ادع لنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم).

ومن دعي إلى طعام فقدم إليه طيب فلا يرده. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تردوا الطيب، فإنه طيب الريح، خفيف الحمل). وقال أنس رضي الله عنه: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليه الطيب قط فرده.

<<  <  ج: ص:  >  >>