للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية ثالثة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يلعب بالكعاب فقد عصى الله ورسوله) وفي رواية رابعة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكعبين. وفي رواية خاامسة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لعب بالنرد فهو كمن غمس يده في لحم خنزير ودمه) ومعنى هذا عند أهل العلم، أي هو ككمن غمس سده في لحم الخنزير نهيته لأن يأكله. والجملة أن اللعب بالنرد كأكل لحم الخنزير.

وفي رواية سادسة، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم يلعبون بالنرد فقال: (قلوب لاهية والسنة لاعبة وأيد عاطلة).

فإن قيل: ليس في هذاا أنه نهي عنه. قيل: قد يقدم من النهي ما يكفي به. وإنما هذا إنكار وتقريع وراء النهي. وقد يصلح بنفسه لأن يكون نهيا، لأن الله عز وجل إنما وصف الكفار بمثل هذا فقال:} لاهية قلوبهم {. ومعلوم أنه لم يذمهم بأن قلوبهم لاهية إلا وإلهاؤها بما ألهوها به محرم عليهم. فكذلك ذم النبي صلى الله عليه وسلم اللاعبين بالنرد، بأن قلوبهم لاهية، هذا سبيله. وكذلك للألسنة اللاعنة، لأن اللسان لم يخلق للغو، وإنما خلق للذكر، وقول الحق. فإذا اشتغل باللغو فقد عمل بما لا ينبغي أعماله به والله أعلم.

وأما الصحابة، فإنه روي عن عبد الله بن عمر أنه كان إذا وجد أحد يلعب بالنرد ضربه وكسرها، وأمر بها فأحرقت بالنار. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: اجتنبوا هذه الكعاب، يعني الموسومة التي تزخر زخرا فإنها من الميسر. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: مثل الذي يلعب بالكعبين ويقامر، مثل الذي يأكل لحم الخنزير. ومثل الذي يلعب بالكعبين ولا يقامر كمثل المدهن بشحمه ولا يأكل لحمه. وعن علي رضي الله عنه. لأن أقلب جمرتين أحب إلي من أن ألعب بكعبين، وأنه كان إذا مر بهم وهم يلعبون بالنرد ستر عقلهم نصف النهار. وقال قتادة رضي الله عنه: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن اللعب بالكعبين فقال: (انها ميسر الأعاجم) وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>