للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيما ينبغي من التعاون على البر والتقوى، وقال ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد صار الله في أمره ومن أعان على خصومة فقد باء بغضب من الله حتى ينزع).

وفي إعانة المسلم قال أبو ذر: يا رسول الله، أخبرني عن عمر أدخل به الجنة؟ قال: (إيمان بالله قلت: إن مع هذا لغيره؟ قال: ترجح، فما أجرى الله عليك. قلت: فإني فقير، ليس عندي ما أرجح. قال: تعين مغلوبًا. قلت: فإن كنت ضعيفًا، قال: تصنع لأخرق، قلت: فإن كنت أخرق منه قال: يا أبا ذر، ما تريد أن تكون فيك من خصال الخير شيء من هذه الخصال إلا جاءتك يوم القيامة بأحسن صورة فتأخذ بيدك ولا تفارقه حتى يدخلك الجنة).

وفي النصرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رد عن عرض أخيه رد الله وجهه عن النار يوم القيامة). وعنه صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهم بعضًا، وسبل بين أصابعه) وعن أبي موسى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه سائل أو طالب حاجة أقبل إلينا بوجهه، فقال: (اشفعوا فلتؤجروا، أو ليقضي الله بلسان نبيه ما شاء). ودخل في هذا الباب إن إعانة اللهفان ونصرة المظلوم والسؤال للمحتاج ما فرعنا منهما وما شكينا عنه، وكل ما نجز ذاكره فيما يتلو هذا الباب من أبواب البر. فإن ما عجز الواحد عن القيام به، فاستعان بإخوانه من المسلمين، فحقهم في ذلك أن لا يتواتر ويعيبوه ولا يكلوه إلى نفسه فيخذلوه، فيجمعوا بذلك عنده أشياء:

أحدها مفارقة الأخ المسلم وخذلانه. والآخر: إعانة الشر حتى عاد بقعودهم عن إماطته. والثالث: وهو هم في البر والخير يخلفهم عن إقامته، وكل ذلك مخالف لمقتضى الإيمان إن شاء الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أغاث ملهوفًا

<<  <  ج: ص:  >  >>