ومن رفقائه الذين كانوا له قبل أن يستحكم في الإسلام بينهم. ويعرف ذلك بالأمارات الموثوق بها منهم، ويعرفه من الحلال والحرام ما لا غناء به عن معرفته. ثم لا يقتصر على ما علمه حق يجنبه الحرام، كما يحمي المريض ما يضره ويطلق له من الحلال ما يرى إطلاقه له. ويعلمه ما لم يعلمه، ولم يكن في العادات أن يحسن مثله بلا إرشاد ولا تعليم. ولا يكلف العبد النفسي العمل الخسيس الذي يستنكف من مثله، فيحمله ذلك على الاستعصاء. فلا العبد الذي لو صنع العمل الرفيع فيحمله ذلك على التفحم والاستعلاء فإن ذلك من باب الضرر والفساد. وإذا علم من مملوكه رداءة الطبع، وضعه نفس. ثم أبى ما يوجب التأدب ما يؤدبه غير مسرف عليه. وإن كان في رداءة طبعه عظم النفس أو مبهورًا فليتجاف عنه ما أمكنه. فإن طال ذلك وكثر، وكان يكرهه، فليبيعه. ومن علم منهم أن السوء ينتج والملامة تكفيانه فلا يتجاوزهما إلى غيرهما والله أعلم.